هناك فرق
هناك فرق.بين ما سيكون.وبين ما كان.
وهناك فرق.
بين أن تعيش و أنت تلتفت دائما إلى أوراق الماضي الثقيلة.
وبين أن تفتح أوراق جديدة بدون أحزان.
هناك فرق بأن تنتظر طلوع الشمس
لتستنير بها حياتك و يملؤك دفئها بالأمل.
و بين أن تنتظر غروبها لتبك على أملا لم يعد بين يديك.
و لا ترى بريقه عينيك.
هناك فرق بأن يشدك منظر البحر الواسع
و يجذبك عذوبه و تجلس على الرمل تبني أحلامك.
و ترسم أمالك.
و تتخيل قاربك البعيد ليحملك الى امواج السعادة.
و بين أن تهرب من مدِ البحر و جزره.
و تبتعد السير على رماله ويملؤك الذعر من النظر الى أعماقه.
ولا تأمن ركوب القوارب متجولا في أرجائه.
هناك فرق بأن تجذب قلوب من حولك.
و أن تهفو إليك مجالس الأصدقاء لتأنس بقربك.
و تنسى ما يحزنها بعطفك.
و أن تفتح إليك أبواب قلوبها لقلبك.
باحثة عن من يسمعها بقلب و أذان صادقة معا ،
مخبأة ألامها حافرة أحزانها بصدرك.
وأن تشتاق إليك إن غابت عيونك.
و ابتعد رنين صوتك.
وبين أن تكون شخصا تنفر منك الناس.
لا تجد قلوبا تسكن فيها.
و لا عينا تشتاق لأن تنظر اليها.
ومهما غبت أو ابتعدت،لا أحد ينتظرك.
أو يقلق على أمرك.و لا يشغل باله همك.
و لا يبكي باحثا عنك .
و لا يخطر على باله شكل صورتك.
هناك فرق بأن تمتلك روحا تسعى للمرح ،
و شفاه لا تغادرها الابتسامه.
و أنت تستعرض كل ما يحزنك بكل بساطة.
و تتحدث ضاحكا.تملؤك الثقة و الجدارة.
لا يعلوك أي خجل مهما تغيرت .
ولا يملكك الخوف مهما تبدلت ،
و تكون حرا بتعابيرك كيفما شئت.
وتجلس تروي عن كل شئ حتى أصل الحكايه
و عن كل ما مررت ،تتحدث بإختصارات حتى لو أطلت.
بين أن تكون حابسا الدمعة.
ملتزم الصمت.تدفن الأحاسيس.
و تخفي صدق مشاعرك.
مواري حقيقة أمرك.
تهرب من أن تفصح عن سرك.
تشعر بوحدة إحاسيسك
و تعابيرك تصل مبهمة غير منطقية غيرك.إلا في تفكيرك،
مهما صوَرت لهم مرارة ما يحزنك وطبيعة رغباتك.
فتبكي مقهورا على نفسك.
مصدوما من تغير حالك و أحوالك.
تحاكي أسرار خيالاتك و أعماق أوجاعك .
هناك فرق.
بين أن يختارك الله عزوجل وينزل بك البلاء فترضى.
و أنت صابرا و محسن الظن بالله و اثقا من محبته لك ،
وأنه اختارك لا ليقع بك الضَرر والأذى.
بل لينذرك، و تلتزم الاستغفار و الدعاء
بأن يزيدك بإذنه إيمانا و احتسابا و هدى .
وبين أن يصاحبك الضجر والشكوى.
و يملؤك البؤس و اليأس.
و تقنط من رحمة ربك الواسعة حتى تشقى.
و تستسلم لكل ما أهمك و أحزنك حتى تنهار.