التتمة ............
19 - ثم يرفع رأسه مكبراً ويجلس بين السجدتين، وكان يرفع يديه مع هذا التكبيرأحياناً، ويفرش رجله اليسرى ويجلس عليها، وينصب رجله اليمنى، ويضع يديه على فخذيه مبسوطتي الأصابع.
وكان أحياناً يقعي، أي: ينتصب على عقبيه وصدور قدميه.
ولم يثبت عنه أنه يشير بالسبابة في هذا الجلوس، ويمكن أنه فعل ذلك مرة لبيان الجواز، ويقول: { رب اغفر لي، وارحمني، وارفعني، واهدني، وعافني، وارزقني }، وأحياناً يقول: { رب اغفر لي، رب اغفر لي }.
وكان يطيل هذا الركن حتى يقول القائل: قد نسي، وينهى عن تخفيفه.
20 - ثم يسجد السجدة الثانية مكبراً، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى.
وبذلك تتم الركعة الأولى.
21 - ثم ينهض مكبراً معتمداً على ركبتيه لا على الأرض، ويصلي الركعة الثانية كالأولى دون تكبيرة الإحرام ولا الاستفتاح ولا التعوذ.
22 - ولم يثبت عن النبي جلسة الاستراحة بعد الركعة الأولى أوبعد الركعة الثالثة إلافي آخر حياته، وفيها احتمال.
23 - ثم يصنع في الركعة الثانية مثل ما صنع في الأولى غير أنها أقصر.
24 - ثم يجلس بعد الركعة الثانية للتشهد الأول - إن كان في الصلاة تشهدان: كالظهر والعصر والمغرب والعشاء، ويجلس مفترشاً كما في السجدتين.
ثم يقرأ التشهد الأول وهو: { التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله }.
وكان يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى، ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها، ويشير بإصبعه السبابة عند ذكر الله تعالى، أو عند الشهادتين، وأحياناً يقبض الخنصر والبنصر ويُحلِّق الوسطى مع الإبهام ويرفع السبابة.
وكان ينهى عن إقعاء الكلب وهو: أن يلزق الرجل إليتيه بالأرض وينصب ساقيه، ويضع يديه بالأرض كما يقعي الكلب، وهذا الإقعاء الجائز بين السجدتين.
وكان يخفف هذا التشهد جداً حتى كأنه يجلس على الرضف، أي الحجارة المحماة.
25 - ثم ينهض مكبراً رافعاً يديه للركعة الثالثة، ويعتمد في نهوضه على ركبتيه لا على الأرض.
26 - ثم يقرأ الفاتحة وحدها، ولا يقرأ شيئاً بعدها، لأنه لم يثبت عن النبي أنه قرأ في الركعتين الأخيرتين بعد الفاتحة شيئاً.
ثم يصلى الركعة الرابعة، ويفعل فيها كما فعل ف الثالثة، ويخففهما - أي الثالثة والرابعة - عن الأوليين.
27 - وبعد الركعة الرابعة من الظهر والعصر والعشاء أوالثالثة من المغرب أوالثانية كالصبح والجمعة والعيدين؛ يجلس للتشهد الأخير، ويقرأ فيه التشهد الأول، ثم يصلي على النبي فيقول: { اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صلِّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد }.
وكان يقعد في التشهد أحياناً متوركاً أي: يفضي بوركه اليسرى إلى الأرض، ويخرج قدميه من ناحية واحدة، ويجعل اليسرى تحت فخذه وساقه، وينصب اليمنى وأحياناً يفرشها. ويلقم كفه اليسرى ركبيه يتحاملُ عليها.
28 - ثم إذا فرغ من التشهد الأخير يستعيذ بالله من أربع فيقول: { اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال }.
29 - ثم يدعو لنفسه قبل السلام، ومن الدعاء الذى شرعه : { اللهم إنِّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولايغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم }.
ومن دعائه : { اللهم حاسبني حساباً يسيراً }. ويسأل الله الجنة ويتعوذ به من النار. وغيرها من الأدعية الثابتة عنه .
30 - ويختم صلاته بالتسليم فيلتفت عن يمينه قائلاً:{ السلام عليكم ورحمة الله }، حتى يُرى بياض خده الأيمن، وعن يساره كذلك، وزيادة: { وبركاته } رويت عنه في حديث واحد، ولعله قالها مرة لبيان الجواز.
31 - وبعد السلام يستغفر الله ثلاثاً، ويقول: { اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام } قبل أن ينصرف إلى المصلين إن كان إماماً. ويبقى مستقبل القبلة مقدار ما يقول ذلك.
32 - ثم ينصرف إلى المصلين، وأكثر ما كان ينصرف عن يمينه، وأحياناً ينصرف عن يساره.
33 - وقد شرع النبي لأمته الذكر بعد الصلاة ومن ذلك:
{ لاإله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد }.
ثم يقول: { سبحان الله } ثلاثاً وثلاثين { والحمدلله } ثلاثاً وثلاثين، { والله أكبر } ثلاثاً وثلاثين، ويقول تمام المائة { لاإله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير }.
ثم يقرأ آية الكرسي وهي قوله تعالى: اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255ْ].
ثم يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص:1-4].
و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق:1-5].
و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ [الناس:1-6].
يقرأ هذه الآيات بعد كل صلاة، ويستحب تكرارها ثلاث مرات بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب.
34 - وقد شرع لأمته صلاة النوافل قبل الفرائض وبعدها غالباً. ومن ذلك صلاة الرواتب فقال : { من صلّى اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعاً بنى الله له بيتاُ في الجنة }.
وهي كالآتي:
- ركعتان قبل صلاة الفجر.
- أربع ركعات قبل صلاة الظهر وركعتان بعدها.
- ركعتان بعد صلاة المغرب.
- ركعتان بعد صلاة العشاء.
ويستحب أن يصلي قبل العصر أربع ركعات واثنتين قبل صلاة المغرب، واثنتين قبل صلاة العشاء. فقد صح عن النبي ما يدل على ذلك.
وحث على المواظبة على التطوع بما تيسر، كصلاة الليل، والضحى، والتراويح في رمضان، وغير ذلك مما صح عنه .
35 - والمراة تصنع في الصلاة كما يصنع الرجل في كل شىء. ولا يستثنى من ذلك إلا بعض المسائل: كمسألة سترة الثياب، ومسألة القراءة، فالرجل يجهر في الصلاة الجهرية أما المرأة فإنها تسر.
هذا ما تيسر جمعه من صفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم وقد قال : { صَلُّوا كما رأيتموني أُصلي }. وأخبر بأن الصلاة هي قرة عينه وبها يريح نفسه.
فعلى المسلم أن يحافظ على الصلاة كما وردت حتى تكون له نوراً ونجاة يوم القيامة بإذن الله. والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
_________________